top of page

رحلة في حياة صحفية.. الأستاذة نوير الشمري

2نوير.jpg
نوير.jpg

كتبت: رنا أبانمي

من أصعب المهام أن تقترب ممن هم يتقنون مهنتهم لدرجة الاحتراف، هذا بالضبط ما حدث لي عندما فكرت في إجراء حوار صحفي مع سعادة الاستاذة نوير، فقد أنصت بكل جوارحي لكلماتها، لأتعلم من لفتاتها قبل مفرداتها.. وهدفي الحقيقي ليس محاورتها بقدر ما هو محاولة للاستفادة من خبراتها الكبيرة في فنيات التحاور، الحوار معها كان ثرياً بقدر ثراء رحلتها المتميزة في عالم الصحافة..

تتميز الاعلامية الاستاذة نوير الشمري عضو هيئة التدريس في قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ومدير تحرير مرآة الجامعة والكاتبة في صحيفة الاقتصادية سابقا أنها من الاعلاميات السعوديات القلائل التي جمعت ما بين الموهبة والدراسة الاكاديمية كونها تحمل درجتي البكالوريوس والماجستير في الصحافة والنشر الالكتروني، وتستكمل حاليا دراسة الدكتورة في الإعلام الجديد.

و تحمل مسيرتها الصحفية محطات وخبرات عديدة حيث لم تكتفي بالدراسة والممارسة بل ساهمت في تنظيم وإدارة الكثير من الفعاليات والمناشط المهمة التي تخدم العاملين في حقل الاعلام سواء في مجال التدريب أو البحوث أو التطوع، وعملت مستشارة اعلامية لعدة جمعيات علمية وخيرية، واعدت مجموعة من الدراسات كان أهمها اول دراسة عن الصحافة الاستقصائية في المواقع الاخبارية السعودية، ولتسليط الضوء على تفاصيل أخرى من التجربة الصحفية، كان لنا هذا اللقاء مع الاعلامية نوير بنت سليمان الشمري، حيث سنستعرض مسيرتها العلمية والعملية..

الدخول إلى عالم الصحافة..

حلمي منذ الطفولة ان اكون صحافية وكاتبة وبفضل من الله تعالى ودعم واسرتي الحبيبة تحقق الحلم، والتحقت بدراسة الصحافة، وعززتها بدورات تدريبية مطولة ومتنوعة في التحرير والكتابة الصحفية والتصميم الجرافيكي، وعملت مباشرة بعد تخرجي في صحيفة الاقتصادية ضمن مجموعة الشركة السعودية للأبحاث والنشر.

الصحافة فن، علم، أم موهبة؟

موهبة في الأساس يصقلها العلم بما يعنيه من معارف وثقافات متنوعة تتناول كل اوجه حياة البشر، اقتصادياً واجتماعياً، وثقافياً وتربوياً وعلوماً وفنوناً على اختلافها.

وهنا اود التأكيد على اهمية تمتع الصحفي او الصحفية بقدر عال من الثقافة، والتدريب المهني، ولا شك ان الثقافة الصحفية تشمل إلى جانب الدراسة الصحفية – التقنيات – المعلومات الكافية في كل مجال له صلة بالعمل الصحفي حتى يمكن ان يقوم العمل ذاته على اساس صحيح.

"الصحافة الاستقصائية"

 انطلقت من مشكلة لمستها بعد انتشار الصحف الالكترونية التي تتميز بسرعة نقل مجريات الأحداث عبر التقارير العاجلة، فضلا عن أرشفتها وسرعة استرجاعها، وهنا تبرز خطورة ما ينشر على المواقع الإلكترونية؛ كون الإعلام الإلكتروني أصبح يحتل مكانة متميزة لدى القارئ السعودي كمصدر مهم للحصول على المعلومة الإخبارية، من هنا برزت أهمية تنقيح المواد الإعلامية، وعدم بثها ونشرها دون التأكد من مصدرها وصحتها. وهدفت الدراسة الى معرفة مدى اهتمام المواقع الإخبارية السعودية بصحافة الاستقصاء في مناقشة وطرح مختلف أنواع القضايا التي تشغل المجتمع السعودي، ومعرفة المصادر التي تعتمد عليها مواقع الدراسة عند مناقشة هذه القضايا، والأساليب الفنية التي تقدم بها، والعوائق التي تواجه الصحفيين من انتهاج الاستقصاء في عملهم الصحفي. واشتملت عينة الدراسة على جميع المواد المنشورة في خمس صحف الكترونية  تعتبر هي الاكثر قراءة في السعودية، وتوصلت الدراسة الى ان 4% من المواد المنشورة تعتبر مواد استقصائية، ومع الاسف الشديد هذا يؤكد ضعف استخدام الأسس الاستقصائية في المواقع الإخبارية السعودية، وهو ما يشير كذلك إلى أن قضايا النشر في المواقع الإخبارية لا تركز على القضايا التي تمس اهتمام ومصالح المجتمع كون القضايا الاستقصائية تركز بالدرجة الأولى على هذا النوع من الموضوعات، ويعود السبب لاعتمادها بدرجة كبيرة على المواد الجاهزة من الوكالات والمواقع.

وسيلة الاعلام الأكثر تأثيراً على الجماهير

وسائل الاعلام – سواء كانت التقليدية (كالصحف أو التليفزيون أو الإذاعة) أو الوسائل الحديثة كالصحافة الالكترونية ومواقع الاخبار على شبكة الانترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والتي تعد الان أحد وسائل نقل الاخبار والأكثر شهرة في العالم، كل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع، لكننا اليوم امام مفترق طرق وبين جيلين مختلفين في التفكير واساليب التعبير وسقف الحرية الذاتية، وإذا نظرنا للشباب تحديداً سنجد ان وسائل الاتصال الحديثة أقوى وأسرع تأثيراً فكل فرد يمكنه التواصل مع العالم في أي مكان كان ومعرفة ما يدور فيه في التوّ واللحظة عبر جهاز صغير لا يتجاوز حجمه حجم كف اليد الواحدة.

مواقع التوصل، تؤثر سلباً أم ايجاباً على الإعلامي

مع ظُهور الإعلام الاجتماعي كمجال واسع للنشر والتلقّي المتبادل، والمناقشة من الطبيعي والمهم تواجد الاعلامي لكن مازلنا بحاجة الى ان نعرف متى تنتهي حريتي ومتى تبدأ حرية الاخرين، ومع الأسف الشديد لدينا بعض النماذج التي حولت هذه التقنية الجميلة من مواقع تواصل الى مواقع تناحر، وعصبيّة وانفعال وغضب ولو فقهنا قاعدة قرآنية رائعة ومعبرة لما تجرأ أحدنا أن يكتب كلمة واحدة إلاّ بعد تمحيص وتفكير واقصد قولها تعالى ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))، اتمنى من الجميع ان يحولوا هذه المنابر الى منابر رأي معتدل يسلط الضوء على قضايانا  وهمومنا بدون تضخيم وتجريح او اهانة الاخرين وشخصنة القضايا، والحذر من التحدث بكل ما يسمع كما قال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).

"سابرا "أول سيدة سعودية تنتخب كعضو مجلس إدارة للجمعية السعودية للعلاقات العامة والاعلان

كانت بالنسبة لي تجربة ثرية كوني عملت خلال تلك الفترة مع نخبة من اساتذة الاعلام استفدت كثيرا منهم واهم الانجازات التي حققتها هي اصدار اول دليل متخصص لموظفات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والخيرية ،اشتمل على بيانات 49 مسؤولة في مختلف القطاعات، وزعت منه نحو 500 نسخة على الاعلاميات والقيادات النسائية في الجامعات والأقسام المختلفة في منطقة الرياض، و يعد الدليل بمثابة قاعدة بيانات ويهدف الى تعزيز تواصل مسؤولات العلاقات العامة مع وسائل الاعلام وغيرهن في ضوء انتشار التقنيات الحديثة وأدوات الاعلام الجديد وتعدد مصادر الاخبار وسرعة انتشارها ما يتطلب ويحتم سهولة التواصل مع المسؤولات في بعض الاقسام لتقصي الاخبار وتوثيقها قبل نشرها، ونظمت اول ورشة متخصصة لمسؤولات العلاقات على مستوى منطقة الرياض تضمنت أوراق عمل قدمها اساتذة في العلاقات العامة، تناولت عدد من المحاور منها الجوانب التنظيمية لعلاقات العامة، وعلاقة الاعلام بالعلاقات العامة، كيفية تنظيم وادارة الفعاليات، اضافة توظيف التقنية الحديثة بحضور ومشاركة نحو 160 موظفة وطالبة، بالإضافة إلى تدشين البرنامج التدريبي للجمعية بالشراكة مع قسم التدريب في الفرع النسائي لغرفة الرياض ويشمل على دورات مكثفة وبأسعار رمزية تهدف الى تطوير المهارات الاعلامية لموظفات العلاقات العامة وطالبات اقسام الإعلام.

 

 

"أول مديرة تحرير" في صحيفة مرآة الجامعة

 

تجربة مهمة جداً ومفيدة ومثيرة تعرفت من خلالها على طالباتي عن كثب، واضافت لي كثيراً بحمد الله واتطلع من خلالها ان اضيف اسماء صحفية قوية للحقل الاعلامي، خاصة أن سوق العمل الإعلامي على وجه التحديد لا يعتمد على شهادة الخريجة فقط و لكن يعتمد كلياً علي الخريجة الجاهزة  بمهاراتها وخبراتها التي تعطيها أولوية الالتحاق فيه بأسرع وقت ممكن، لذا حرصت الصحيفة منذ تأسيس القسم النسائي عام 1435 على الجوانب العملية في كافة المستويات، واطلقت لذلك برنامج التدريب الميداني للطالبات منذ المستوى الاول والذي شهد اقبالاً كبيراً من الطالبات حيث التحقت به في  بدايته 40 طالبة ووصل عدد المتدربات لهذا العام أكثر 500 متدربة.

 

كيف يتم التدريب خلال الصحيفة؟

 

الطالبة تحاكي من خلال الصحيفة الممارسة الفعلية  للعمل الإعلامي من خلال اجتماعات التحرير الاسبوعية والتكاليف اليومية و تشارك في إعداد محتوى الصحيفة عبر تغطية فعاليات الجامعة واعداد التقارير والتحقيقات والحوارات مع المسؤولات والطالبات ولدينا فريق عمل مكون من مسؤولات هيئة التحرير ونحو 40 طالبة للعمل الميداني وتغطية الفعاليات بالإضافة الى المتدربات الجدد، وفي الوقت ذاته تعقد الصحيفة عدد من الدورات التطويرية للطالبات في فنون التحرير الصحفي وصحافة الانفوجرافيك " وهنا نشكر الكلية والقائمين عليها وعلى صحيفة مرآة الجامعة لدعم جهود القسم النسائي وابراز جهود الطالبات في التغطيات الإعلامية.

الأعمال التطوعية والخيرية

بفضل الله التحقت منذ عام 2009 والى الآن مع فريق عمل نسائي متطوع في اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل المتخصصة بتسكين الأرامل والمطلقات وافتخر كثيراً بهذه اللجنة كونها تعمل كخلية نحل حققت على ارض الواقع ما لم تستطع جمعيات كبرى من تحقيقه، حيث تمكنت اللجنة بفضل من الله من تسكين أكثر من 75 أسرة سعودية محتاجة، وتمليكهم المنازل، بالإضافة إلى توظيف 1500 فتاة، حيث أساهم مع اللجنة بتفعيل مواردها المالية والتعريف الإعلامي بها وزيارة الأسر وتحديد الفئات المحتاجة.

طريق النجاح..

 لا زلت أرى انني في بداية الطريق وكل يوم يضاف لحياتي المهنية يعلمني الكثير ولدي طموحات أن اكرس من خلال عملي الأكاديمي والمهني الفكر الاستقصائي في العمل الصحفي، واتطلع أن اكتب تحقيقات استقصائية يكون لها الأثر الكبير في المجتمع حيث بدأت بمجموعة في صحيفة الاقتصادية وحققت نتائج مهمة مثل تحقيقات عن جرثومة النومو، انتحار الاطفال، العمليات القيصرية، حرمان العاملات السعوديات في القطاع الخاص من اجازة الامومة.

"كلمة أخيرة" لطالبات الإعلام والاتصال..

الطريق طويل وشاق لكنه ممتع جداً يحتاج إلى الصبر والثقافة والتدريب والانفتاح الفكري على الآخرين واتمنى لهن التوفيق والسداد.

 

 

 

 

اتصل بنا

الإدارة والتحرير

الإعلانات

rawa.imamu@gmail.com

تواصل معنا عبر 

  • Facebook - Black Circle
  • Twitter - Black Circle
  • https://www.instagram.com/rawa.imamu

من نحن

شعار.png

صحيفة جامعية تدريبية متخصصة بتغطية أخبار طلّاب وطالبات ومَنسوبي جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية أسسها طالبات الصحافة والنشر الالكتروني

عام 1440هـ

bottom of page